elhabri المميزون
عدد المساهمات : 409 تاريخ التسجيل : 21/12/2010 العمر : 35
| موضوع: التحولات الاقتصادية والمالية المعززة للنظام الرأسمالي الإثنين يناير 03, 2011 5:39 pm | |
| مقدمـة:
عرف العالم الرأسمالي خلال القرن 19 انطلاقا من أوربا الغربية تحولات كبرى مست الميادين الاقتصادية والمالية. - فما هي هذه التحولات؟ - وما هي العوامل المفسرة لها؟ - وما هي حدود ازدهار الرأسمالية الأوربية؟ І – عرف العالم الرأسمالي خلال القرن 19 تحولات اقتصادية ومالية مهمة: 1- الاختراعات التقنية: عرفت أوربا الغربية خلال القرن 19 مجموعة من الاختراعات التقنية مست مختلف الميادين:
ـ ميدان الطاقة ووسائل النقل: تم استعمال الطاقة البخارية التي طورت وسائل المواصلات، حيث تم اختراع القاطرة البخارية والمحرك الانفجاري وتجربة أول تحليق بطائرة. ـ ميدان التعدين: ساعد استعمال الطاقة البخارية على صهر الحديد وإنتاج الألمنيوم باستعمال الأفران العالية
وبداية التشغيل الآلي. ـ ميدان الكيمياء: تم اختراع آلة التصوير وإنتاج الصودا، بالإضافة إلى استعمال الحرير الاصطناعي، كما تم اكتشاف الأسبرين واستعمال التلقيح. ـ اختراعات أخرى: تم اختراع البطارية (1826)، واستعمال الديناميت لأول مرة سنة 1867، بالإضافة إلى توليد الكهرباء وعرض أول شريط سينمائي من طرف الأخوين لوميير بفرنسا. 2- تطور القطاع الفلاحي: حدث تطور هام في الميدان الفلاحي تمثل في سلسلة من التدابير المبتكرة والاختراعات، حيث أدخلت تقنيات جديدة
باستعمال آلة حصاد تحرك بالطاقة البخارية وآلة الدرس والأسمدة الكيماوية والمبيدات ووسائل النقل المكيف. نهج الفلاحون نظام التناوب الزراعي وإراحة الأرض مع تنويع المحاصيل وانتقاء البذور وتحسين نسل المواشي مما أدى إلى رفع حجم الإنتاج ومردوديته فساهم ذلك في تسويق الإنتاج والقضاء على المجاعات.
3- ازدهار الميدان التجاري والمالي: تطورت التجارة الأوربية في القرن 19، حيث حدث رواج تجاري وانتعش التبادل الحر كما توسعت المبادلات الدولية فنشأت سوق دولية وأصبحت العلاقات بين البلدان الرأسمالية علاقات نفعية حيث أن الأطراف أصبحت تخدم المركز. ظهرت المتاجر الكبرى على مستوى التجارة الداخلية، وتم تحديد الأسعار وتحفيز الاستهلاك بنهج أساليب الإشهار والبيع بالمصارفة. ІІ – العوامل المفسرة للتحولات الاقتصادية للرأسمالية خلال القرن 19 وبداية القرن 20: تداخلت مجموعة من العوامل المختلفة في تفسير التحولات الاقتصادية المعززة للرأسمالية، فهناك: 1- عامل التقدم العلمي والتقني: عرف القرن 19 اختراعات تقنية وعلمية جديدة اسْتُغِلت في تطوير القطاع الصناعي وغيرت من طريقة الإنتاج والنقل والتوزيع حيث ارتفعت قيمة الإنتاج وتحسنت جودته وقلت كُلفته، فأدت المردودية المالية للقطاع الصناعي إلى تعزيز النظام الرأسمالي. 2- دور العوامل التنظيمية: تعزز النظام الرأسمالي بنهج الاقتصاد الليبرالي المعتمد على الملكية الفردية وحرية الإنتاج وقانون العرض والطلب ومنطق النافسة والبحث عن الربح اعتمادا على التقليل من تكاليف الإنتاج والرفع من الجودة بالاستمرار في البحث العلمي والاستثمار الرأسمالي، فحلت المصانع الكبرى محل المانيفاكتورات (الورشات). للتغلب على تكاليف الإنتاج والتحكم في الأسعار، اتجهت المؤسسات الصناعية نحو الاندماج، فظهر التركيز الرأسمالي بكل أشكاله (أفقي، عمودي، هوليغ). 3- ثورة المواصلات ودورها في التحولات الاقتصادية: أحدث اختراع السكة الحديدية ثورة اقتصادية بأوربا والولايات المتحدة الأمريكية، حيث ازدهرت المبادلات التجارية وسهل نقل البضائع والمسافرين. أدى ظهور السفن البخارية إلى تطور النقل البحري ونمو التجارة البعيدة المدى عبر العالم. 4- دور الفاعلون الجدد (الأبناك والشركات): بدأت الأبناك انطلاقا من القرن 19 تتحكم في الاستثمارات الكبرى والمشاريع الضخمة وتسير المقاولات وأصبح أصحابها هم المتحكمون في دواليب الاقتصاد والسياسة، كما أصبحت الشركات المتعددة الجنسية وشركات الأسهم هي المحرك للرأسمالية المالية. هؤلاء الفاعلون الجدد ساهموا بشكل كبير في ازدهار النظام الرأسمالي وتطور خلال القرن 19 داخل وخارج أوربا. ІІІ – المنطق الداخلي للرأسمالية الأوربية وحدود ازدهارها: 1- المنطق الداخلي للرأسمالية الأوربية: شكلت الثورة الصناعية الانطلاق الاقتصادي للرأسمالية الأوربية خلال القرن 19، حيث أدت الاختراعات التقنية والأساليب الحديثة إلى ثورة فلاحية ساهمت في تطوير الإنتاج وارتفاع المردودية وتحسن ظروف التغذية، ونتج عن ذلك انخفاض في نسبة الوفيات وارتفاع في نسبة الساكنة النشيطة واتساع السوق الاستهلاكية التي تزايد طلبها على المنتوجات الفلاحية والصناعية، وواكب ذلك نهج ليبرالية اقتصادية وظهور التركيز الرأسمالي بالإضافة إلى التقدم التقني. 2- حدود ازدهار الرأسمالية الأوربية: كانت إنجلترا وفرنسا وألمانيا وبلجيكا الأكثر استفادة من التحولات الاقتصادية والمالية الناتجة عن الثورة الصناعية والفلاحية، في المقابل بقيت حركة التصنيع ضعيفة في إسبانيا والبرتغال ودول أوربا الشرقية. عرفت أوربا خلال القرن 19 أزمات اقتصادية دورية، حيث تجاوز العرض الطلب، فحدث فائض في الإنتاج أدى إلى انخفاض في الأسعار والأرباح وتم تسريح العمال مما أدى إلى ارتفاع في نسبة البطالة وانهيار في الأجور واضطرت الدول إلى إتباع سياسة الحمائية الجمركية أما منافسة البضائع الأجنبية. خاتمـة:
انعكست التحولات الاقتصادية والمالية التي عرفتها أوربا خلال القرن 19 على الجوانب الديمغرافية والاجتماعية.
| |
|