حركة “20 فبراير” والأسئلة الملحة

حركة “20 فبراير” والأسئلة الملحة

كتبها أيمن فارس ، في 27 أبريل 2011
الساعة: 01:38

أي مغرب تريده لنا حركة "20 فبراير"؟ أي شعار بإمكانه استيعاب كل
هذاالفسيفساء السياسي والثقافي والفكري كي يكون صالحا لأن يتبناه كل
المغاربة ويعبروا به جسر التحول الديمقراطي؟سؤالين مركزيين قادرين على فك شفرة الهوية السياسية والثقافية والفكرية لحركة قدر لها أن تخرج من عباءة لحظتين عربيتين ساخنتين، هما اللحظتين التونسية والمصرية.
نشأت "20 فبراير" على استلهام الزخم الثوري الذي خلفته ثورتي تونس ومصر، من دون أن تنتبه إلى وجوب التأمل المتأني والعميق للسيرورتين التاريخيتين اللتين أفرزتا هاتين الثورتين؛ لأن الأهم، بالنسبة لها، كان هو الخروج إلى الشارع،تحت ضغط هاجس الزمن والرغبة الجامحة في التشبّه بدينامية الشباب التونسي والمصري، وكأن الخروج وحده كاف لأن يوصلها إلى تحقيق أهداف، أغلب الظن، أنها لو تحددها سلفا، لأن تحليلا بسيطا وسريعا يقول باستحالة نشوء حركة سياسية اجتماعية وفكرية متماسكة في أقل من شهر. لأنها، وببساطة شديدة، لم تكن نتاجا لنقاش نظري قبلي واسع، الشيء الذي لا يمنحها إمكانية ضبط رؤية سياسية واجتماعية وفكرية قد تعتمدها في تحديد الأهداف وآليات تحققها على أرض الواقع.
لذلك رأينا حركة "20 فبراير"، في أكثر من محطة، تغالي في تقليد نظيراتها من حركات شباب الثورات العربية الناجحة تقليدا أعمى، بلغ حد استيراد مفردات غير مغربية من قبيل"البلطجية"، واستنساخ شعارات جاهزة كانت رفعت، حتى وقت قريب، في شوارع تونس ومصر.
وافتقار الحركة إلى رؤية واضحة ومحددة لتصور ملامح المملكة الثانية وانعدام الأهداف وآليات تحققها، كان مؤداه بروز حركة سياسية هشة، غير واضحة وغير منسجمة. مما قادها إلى إفراز تمظهرات نضالية مهزوزة ومرتجلة وغير واعية لذاتها.
إن المتابع للشأن السياسي والفكري التونسي والمصري، سيلاحظ أن الثورتين الناجحتين، هناك، كانتا نتاجا لحراك سياسي وفكري واكبه نقاش واسع وهادئ، في غالب الأحيان، ولا أدل على ذلك من ظهور تنظيمات سياسية وأهلية (حركة كفاية والجمعية الوطنية للتغيير بمصر) عملت، جميعها، على مأسسة ذلك الحراك وهذا النقاش من أجل إيجاد الأدوات اللازمة لتقويض دعائم نظامين ديكتاتوريين وضبط التصور الواضح والشامل لبناء دول مدنية ديمقراطية.
هذا فضلا عن الوعي العميق الذي مكن حركتي الشباب بتونس ومصر من الابتعاد عن كل أشكال الاصطفاف السياسي والفكري والعقدي، وهو السر الكامن خلف القوة الهائلة لللحمة الداخلية للحركتين.
وبالرجوع إلى حركة "20 فبراير"، سيلاحظ المتتبع لنشاطها، أنها تختلف تماما عن نظيرتيها التونسية والمصرية، حيث لوحظ، منذ انطلاقتها، حدوث انقسامات جوهرية في صفوفها، بسبب التجاذبات السياسية التي أخذت في النشاط بهدف الاستيلاء على قمرة القيادة والفوز بالريادة.
هذا، بالإضافة إلى الاختراق الكبير الذي تعرضت له من قبل جميع الأحزاب السياسية وبروز صوت الجماعات الإسلامية النشاز الذي ميز حضورها داخل الحركة، كانت ذروته الحضور اللافت للسلفية الجهادية، في خضم محطة 24 أبريل الجاري، وهي تلوح برايتها السوداء الدالة على التلويح بمشروع دولة مضاد ومناقض لمشروع الدولة المدنية الديمقراطية.
لذلك، ينبغي التأكيد، من جديد، عل وجوب طرح السؤالين المركزيين التاليين: أي مغرب تريده لنا حركة "20 فبراير"؟ أي شعار بإمكانه استيعاب كل هذاالفسيفساءالسياسي والثقافي والفكري كي يكون صالحا لأن يتبناه كل المغاربة ويعبروا به جسر التحول الديمقراطي؟

» حركة 20 فبراير المغربية: قراءة في السياقات
» الويندوز الرهيب " Orient Xp Sp3 2011 v2 Sata " بتحديثات لشهر فبراير و إضافات جديده