messi المميزون
عدد المساهمات : 454 تاريخ التسجيل : 23/01/2011
| موضوع: حركة 20 فبراير المغربية: قراءة في السياقات الجمعة أبريل 01, 2011 4:44 pm | |
| حركة 20 فبراير المغربية: قراءة في السياقات
كتبها أيمن فارس في قلب هذه الحركية والدينامية التي يشهدهما الشارع العربي، يشهد المغرب الآن حراكا لافتا، حراك دشنته حركة 20 فبراير وانخرط فيه النظام، من خلال تعاطيه الإيجابي مع المرحلة.لقد انطلقت الحركة الاحتجاجية بالمغرب في العشرين من شهر فبراير الفارط، ورفعت مطالب عديدة، على رأسها إسقاط الفساد وتغيير الدستور. لكن ما شهدته بعض المدن المغربية، عقب تلك التظاهرات الاحتجاجية من أعمال تخريب، خلف استياء عميقا لدى المواطنين، وقلقا كبيرا وخوفا عظيما من دخول المغرب منعطفا يودي به إلى الفتنة. إلا أن ما راج في كواليس حركة 20 فبراير، عقب تلك التظاهرات التي دشنت بواسطتها أجندتها الاحتجاجية، خلف استياء أكبر. حيث تفجر صراع شرس حول قمرة قيادة الحركة، صراع تجلت معالمه من خلال الخرجات الإعلامية لبعض الأسماء التي ادعت زعامتها للحركة، حيث أُغرقت الساحة الإعلامية الإلكترونية والمكتوبة ببيانات كان عنوانها الأبرز التحييد والإقصاء والإمساك بزمام القيادة. هذا الصراع الذي فسره كثيرون بوجود إرادتين رئيستين متناقضتين تماما، وهو ما تأكد فعليا، عندما كشف مؤسس صفحة الحركة على الفايس بوك عن نفسه، في محاولة منه لإحراز السبق وحيازة الريادة. غير أن انتماءه إلى جماعة العدل والإحسان الإسلامية المحظورة، أسقط عنه شرعية التحدث باسم الحركة، بالرغم من انتدابه لنفسه منسقا وطنيا مؤقتا، حسبما جاء في بيانه المثير للجدل، والذي لاقى انتقادا قويا ورفضا كبيرا من لدن الرأي العام المغربي. هذا البيان الذي أعقبه بيان آخر مضاد تعلن من خلاله حركة 20 فبراير طرد مؤسس صفحة الحركة على الفايس بوك والمحسوب على جماعة العدل والإحسان الإسلامية المحظورة، وإعلان يوم 20 مارس موعدا لتظاهرات احتجاجية بجميع مدن المملكة.ولعل هذا الصراع والتنافس المحموم على قيادة الحركة وزعامتها الذي طفى على السطح، مباشرة بعد تظاهرات 20 فبراير، هو ما ميز الحركة بالمغرب، عن نظيرتيها بكل من تونس ومصر، على الرغم من محاولاتها الحثيثة لاستلهام بعض ملامح التجربتين. لكنها فشلت في استلهام أهم ملمح ميز التجربتين معا، وهو ابتعادهما عن كل ملامح الاصطفاف السياسي والفكري والعقدي. ما بين 20 فبراير و20مارس، شكل خطاب الملك محمد السادس الحدث الأبرز، أعقبه نقاش واسع انخرطت فيه كل النخب السياسية المغربية العتيقة، إلا أن النخبة الجديدة، التي رسم ملامحها شباب حركة 20 فبراير، اعتبرت أن هذا الخطاب لم يلب جميع مطالبها التي رفعتها إبان ولادتها، كما عبرت عن رفضها تولية هيأة معينة لإعداد مسودة التعديلات التي تضمنها خطاب الملك، والتي ترتكز على سبع عناوين رئيسية هي:1) التكريس الدستوريللطابع التعددي للهوية المغربية الموحدة, الغنية بتنوع روافدها، وفي صلبهاالأمازيغية, كرصيد لجميع المغاربة، دون استثناء.2) ترسيخ دولة الحقوالمؤسسات، وتوسيع مجال الحريات الفردية والجماعية، وضمان ممارستها، وتعزيز منظومةحقوق الإنسان، بكل أبعادها، السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتنموية، والثقافيةوالبيئية، ولاسيما بدسترة التوصيات الوجيهة لهيأة الإنصاف والمصالحة، والالتزاماتالدولية للمغرب.3) الارتقاء بالقضاء إلى سلطة مستقلة، وتعزيز صلاحياتالمجلس الدستوري، توطيدا لسمو الدستور، ولسيادة القانون، والمساواةأمامه.4) توطيد مبدأ فصل السلط وتوازنها، وتعميق دمقرطة وتحديثالمؤسسات وعقلنتها، من خلال:- برلمان نابع منانتخابات حرة ونزيهة، يتبوأ فيه مجلس النواب مكانة الصدارة، مع توسيع مجال القانون،وتخويله اختصاصات جديدة، كفيلة بنهوضه بمهامه التمثيلية والتشريعيةوالرقابية.- حكومة منتخبة بانبثاقها عن الإرادة الشعبية، المعبرعنها من خلال صناديق الاقتراع، وتحظى بثقة أغلبية مجلسالنواب.- تكريس تعيين الوزير الأول من الحزب السياسي، الذيتصدر انتخابات مجلس النواب، وعلى أساس نتائجها.-تقوية مكانة الوزيرالأول، كرئيس لسلطة تنفيذية فعلية، يتولى المسؤولية الكاملة على الحكومة والإدارةالعمومية، وقيادة وتنفيذ البرنامج الحكومي.- دسترة مؤسسة مجلسالحكومة، وتوضيح اختصاصته.5)تعزيز الآلياتالدستورية لتأطير المواطنين، بتقوية دور الأحزاب السياسية, في نطاق تعددية حقيقية،وتكريس مكانة المعارضة البرلمانية، والمجتمعالمدني.6)تقوية آليات تخليق الحياة العامة، وربط ممارسةالسلطة والمسؤولية العمومية بالمراقبةوالمحاسبة.7) دسترة هيآت الحكامة الجيدة، وحقوق الإنسان، وحمايةالحريات. وقد شكلت مبادرة الملك لحظة استثنائية للمغاربة، كما خلفت ردود فعل دولية أشادت بما تضمنه الخطاب الملكي من جرأة وقدرة عالية على التجاوب مع شروط المرحلة الراهنة، وهو ما أعطى للمغرب ميزة الانفراد بتدبير سلس وهادئ للانتقال الديمقراطي الفعلي، مخالفا، بذلك، ما شهدته وتشهده كثير من الأقطار العربية، بالرغم مما وقع في أعقاب مظاهرات 20 فبراير من أعمال تخريب، وما شهدته مظاهرة الدار البيضاء من تدخل عنيف لرجال الأمن في الثالث عشر من مارس، أعقبه اعتذار رسمي لوزير الداخلية، والتزامه بالتحقيق في الملابسات والوعد بعدم تكرار ما حدث في المستقبل. الشيء الذي أعطى لتظاهرات العشرين من مارس تميزا خاصا، حيث لم يسجل أي احتكاك بين رجال الأمن والمتظاهرين في كل المدن التي خرجت للتظاهر. وبذلك يؤكد المغرب شعبا ونظاما وعيه العميق بالمرحلة وقدرته الكبيرة على استمرار النقاش حول ما طرح من مقترحات ومازال يرفع من مطالب وشعارات.عنوان المدونةhttp://arabnewsonline.maktoobblog.com/ | |
|