messi
المميزون
عدد المساهمات : 454
تاريخ التسجيل : 23/01/2011
 | موضوع: ليبيا وسؤال الرأي العام العربي  الأربعاء أبريل 13, 2011 6:42 am | |
| ليبيا وسؤال الرأي العام العربي
كتبهاأيمن فارس
تفجرت الثورة في تونس وانتهت برحيل زين العابدين بنعلي، وتلتها ثورة 25 يناير في مصر وفرضت على حسني مبارك التخلي، وفي كلتا الثورتين خرج الشباب إلى الشارع باللافتات والشعارات فقط. سقط الشهداء قرابينا للحرية، لكن من بقوا
صامدين كانوا يؤمنون أن لابد للثورة من ضريبة الدم.ولا تزال الثورة متقدة مستمرة باليمن والبحرين حتى الآن، لكن ثورة ليبيا صنعت الاستثناء في هذا الربيع العربي الواعد بالأزهار، بعدما تفجرت سلمية وتحولت إلى حرب بدت موازين القوى فيها غير متكافئة تماما.
فكان التحول في نظر الثوار واقعا حتميا، بعدما تصدى لهم العقيد معمر القذافي بالحديد والنار، لكن، ألا يمكن اعتبار حمل الثوار الليبيين للسلاح خطأ فادحا نزع عن ثورتهم صفة السلمية، وشرعن، بالتالي، للقذافي إعلان حربه
الشرسة عليهم؟
الثورة الليبية أضحت استثناء أيضا، حين علت أصوات المجلس الوطني الانتقالي مطالبة بفرض حظر جوي على الطيران الحربي لكتائب القذافي، وهو ما لم يحدث فيثورتي تونس ومصر، حيث لم نسمع على طول يوميات الثورتين باستجداء تدخل
دولي، فما الذي حدث؟
الذي حدث بالضبط، هو أن القذافي ورط الثوار حين اقتادهم، من دون أن يفطنوا بالتبعات، إلى حمل السلاح، حتى تبدو الحرب، التي توعدهم بها في خطابه الشهير بـ"زنكه، زنكه"، مشروعة، ويبدو الثوار مجرد متمردين وخارجين عن القانون. وهو ما تأتى له، حيث تحولت ليبيا إلى مسرح لحرب ضروس نتج عنها سقوط الكثير من الضحايا. وحين استعرت نار ه الحرب، ورجحت كفة كتائب القذافي، وصارت مدن الغرب والشرق الليبي تسقط كأوراق الخريف في يد الكتائب،
وشعر الثوار بقرب حسم المعركة لصالح القدافي، لجأوا للمطالبة بالتدخل الأجنبي، بعدما كانوا يرددون رفضهم القاطع لهذا التدخل في البداية.
لاأحد يجادل في أن التدخل الأجنبي، تحت غطاء مجلس الأمن الدولي، هو نقطة التحول من ثورة نظيفة بيضاء، إلى حرب جديدة تشبه في بعض من تفاصيلها ما حدث في العراق عام 2003، حيث كان تشكل رأي عام عربي رافض للتدخل الأمريكي في بلد عربي، فخرجت الشعوب العربية إلى الشارع منددة ومستنكرة وشاجبة، بل وهناك من تطوع لدخول العراق والانخراط في صفوف المقاومة العراقية التي كانت تجابه آنذاك الآلة العسكرية الأمريكية وأخرى.
فكيف سيتعاطى نفس هذا الرأي العام العربي مع التدخل الأجنبي في ليبيا؟ هل سيقف إلى جانب القذافي الذي سيضطر إلى مواجهة هذا التدخل الغربي أم إلى جانب الثوار ومعهم الدول الغربية التي ستمطر ليبيا قصفا؟
| |
|
